Sunday, August 2, 2009

دبكة بالثياب المدنية

يرقصون دبكتنا بأرجلنا .. على أرضنا. يلبسون أثوابنا و يلفون حول رؤوسهم كوفيتنا... يحصدون زيتون أجدادنا, يعصرونه و يبيعونه.... و على أعلى الجبال ينادون بأعلى الصوت... " تحيا هذه الأرض... و يحيا زيتونها".
لا يعلمون أن رقصنا... لربما كان أخر ما بقي لنا من سعادتنا.... و لكننا حتما من يصنع سعادتنا .. حتى لو بين أسوار الحديد المكهرب و سيف مسنون. .. لا يعلمون أن زيتوننا "زيتونهم " هو نبيذ ليال كنا قد عشناها على أرض لا قصورعليها.
لا يعلم حكيمهم الساذج, الذي عانى الأمرين ليخيط شفاهنا, أن صمتنا ما هو الا أعلى صرخاتنا و أحكم قولنا.
لربما سرقوا منا أرجلنا و لبسوا كوفيتنا , و لربما أمسكوا بمسبحتنا و تراقصوا على أنغام مجوزنا ... و لكنهم لم يقتلوني ... فها أنا ... فوق الأرض أم تحتها ... لا يهم .. موجود. و سأبقى و تبقى كل قطرة دم تخرج من أشلائي ..حبرا أسودا على صفحات تاريخ أبنائهم.
سأعود ... لألقي نظرة على تقاطعات الطرق في أرضي.. و سأنظر الى اشارات مرورهم .. و أفك رموزهم العبرية ... و حتما سأصل الى تل الربيع و أفخر بالرقص,,, بالثياب المدنية.و سأبقي على قصورهم على أعلى جبالنا... ليأتي ابني كنعان و يسأل ... عندها سأقول له.... هذه الأرض بأكواخها المهدمة لم ترضخ يوما لقصورهم ... و زيتوننا هذا .. لم ينتظر يوما كلامهم ... فالله هو من صنع المجد لزيتوننا و أرضنا.
رقية فاروق طبيلة

No comments:

Post a Comment