Wednesday, April 20, 2011

الشعب يريد.... أخيرا


كنا تونس... كنا مصر... نحن البحرين... نحن ليبيا... نحن اليمن.... نحن جيبوتي.... و سنصبح غدا... العرب.

من أكثر المشاعر التي غمرت قلبي في ميدان التحرير عندما وصلنا خبر تنحي حسني مبارك هي الفرحة. لم أكن أعي يوما ما معنى أن تبكي من الفرحة... و لكنني فعلا عرفت ذلك الشعور الذي جعل من عيناي تغرق في دموعها.... و لكن كم كانت الحرية بعيدة عن أيدينا لنجد أنفسنا غير قادرين على الاحتفال بأولى خطواتها .... فعلا ... لم أعلم كيف يحتفل العالم بالحرية؟؟ سمعنا عنها و لم نستطع يوما حتى التفكير بها... اطلاقا... دون مقدمات و لا حدود...

رقصنا و طبلنا... و تذكرنا شهداءنا الذين ماتوا منذ أيام من أجل هذا اليوم... و نظفنا الشوارع ... و انتصرنا على كل من قال انكم تبنون أحلاما ... و تعيشون في قصور منها... و كأنما القصر لم يكن على بعد ساعة ... هؤلاء الذين يملكون رؤوسا ... بأسقف تحد من أحلامهم... قبل واقعهم.

نعم ... شاركت في المظاهرات... و جعلت لنفسي رصيفا مفضلا في التحرير... و ضربني الشرطة... لأكسر أعينهم بقبلة مني لأرض مصر... لنعلمهم أن قنابلهم لم تكن باتجاهنا... رغم أنها كانت تحت أقدامنا... و رصاصاتهم ... لم تسقطنا... بل أسقطتهم من أعين العالم.... و كأنهم يأبهون للعالم؟ و شهداءنا الذين سقطوا... ارتفعوا ... و رفعوا معهم علم بلادهم... و أصبحنا أكثر ولاءا للانسان... الانسان القضية.

أعذرني يا نيل مصر... فانني أجد نفسي غير قادرة على فصلك عن دجلة و الفرات.... أعتذر يا مصر... لأنني غير قادرة على فصل سيناء عن النقب... و غير قادرة على تقسيم النوبة.... أعتذر يا سوريا ... فالجولان ليست بيننا... و لكن لنا... نحن الاثنان... أعتذر يا أردن... فنهر الأردن يقسمنا و لا يفصلنا عن بعضنا.

أريد... و لا أعلم كم سيوافقونني... و كم سيقولون عني أنني أعيش بذات القصر... و لكنني حقا أريد... أن أقف في مصر, سوريا, لبنان, البحرين , تونس, الجزائر, ليبيا, المغرب, الأردن, السودان, أو العراق و أقول "هذه بلدي"... و يقف أي عربي على مشارف القدس... و قلبها... و يقول... "و هذه بلدي" ... للحرية طعم جميل... فلنتحرر من تلك الحدود التي صنعت منا 22 شعبا!!!. يرانا العالم عرب... و نحن جعلنا لكلمة من ثلاث حروف... ألف اشتقاق...

رقية طبيلة