Friday, July 29, 2011

يا رب


أحبك ... أنت تعلم ذلك... أنت معنا... و أنا أعلم ذلك.

أغلب من يسجد في المساجد.. و يخدم في الكنائس سيتأفأف من حديثي هذا... و سيطالبونني بالسمو عن هذه الحياة ... و عما على هذه الأرض... و لأنني أعلم و أؤمن ... أو أرغب بالايمان بأن أحدا منهم لا يمثلك... فسلبية الانسان ليست من عظمة الخالق ... و غطرسة بني ادم ليست من رعاية الاله... و ظلم بني البشر ليس من عدل الرب... ناهينا عن طرشٍ أخذ بنا جميعا الى الهاوية... أو لربما أخذ بالأطفال الذين يصرخون ليلاً صوت الجرافات و القنابل...

لم أءت بصفاتك من محض خيالي الذي كان واسعا... فأصبح يبدو كزقاقاً ضيقا بين شوارع مدينة الواقع البائس الواسعة. قرأت القران و الانجيل, عهدا قديما و جديد ... أسفارا عبرية و يونانية... و وجدك تتكلم عن الظلم, و القهر, و الجوع, و العطش, و الطغيان, ووجدتك تبشر من رأف بأخيه الانسان... أأخطأت الفهم.... أم فاتتني بعض الاصحاحات و السور؟

سيتساءل العالم... أأستنكر أم أستفهم؟ أنا أسأل جلالك... فقط لأُسمع بني البشر... الذين يللبسون الجلابيب و العمائم و القلنسوات و يرتادون حلقات القران و دروس الكتاب المقدس... يجتمعون أمام وجهك طالبين الرحمة و المغفرة ... ربما عن قبلة عابرة... أو سرقتهم لورقة نقدية تُركت على عتبات بوابة منزل مهجور... أو كأس ماء شربوه سهوا في يوم صوم ... "يسمون" عن هذه الأرض بما فيها من مادة و مال ... و يصبحون أكثر "روحانية", فيسألونك صرف النظر عن قطرة الماء و نصف القرش... كما يغضون البصر هم عن مجازر استهدفت الأطفال و النساء... فالأرواح المسلوبة كنصف القرش المسروق... و حروق الأجساد تُشفى بسرعة القبلة الخاطفة.

استنكرت كتبك المقدسة القتل و القتال ... فاستنكروا صورة الطفل حامل البندقة المزيفة... و تناسوا أن هؤلاء الأطفال لم يروا السلام الذي أقنعهم به رجال الدين في محافلهم الدينية . بصمْتهم ... وقفوا مع القاتل... ألست القائل ... "لا تقتل" ... "من قتل نفس بغير حق كمن قتل الناس جميعا"... وقفوا مع القاتل ... حامل البندقية الموجهة نحو الأطفال... أحباب الله ... الذين لأجلهم ملكوت السماء...

حقا سئمت ... أن أتبع اماما أو قسيسا ينحني أمام قاتل أخي ... ان طرقت باب معبد(ه) ألهى نفسه بأذكار الصباح و المساء... أو اشعال شمعة ... سئمت من أشباه رجال كلما طالت لحاهم تلاشت حكمتهم... و نساءا كلما ستروا رؤوسهم ضعف عقلهم... سئمت حديثهم عن قداسة العذرية ... و ذاك الغشاء ينتهك هنا و هناك ... و الطفلة تيكي... و لكن للشموع أصوات و لحبات السبحة طَرق قد يطرش الأُذن... سئمت حياتهم الجميلة المليئة بالورود و الطيور... بنوا في مخيلتهم جنة بطول و عرض... سكنوها و نسوا دورهم على هذه الأرض... سئمت تمثيلهم مشهد صلب الفادي و البكاء... سئمت صيامهم النهار من أجل الفقير ليعيشوا ملوكا في المساء... يفعلون كمن يلبس رداء راهب و هو زير نساء...

أعلم أنني قد أكون اخر من يصدر فتاوى و يقف أمام الهيكل ليعطي المواعظ... و لكنني يا "مؤمن" مثلك... أؤمن ... خلقني ذات من خلقك... تلقيت صفحة على خدي الأيسر.. فقدمت الأيمن ... و سمعت كلامكم عن المحبة التي تقطر من السماء... و حقا رفعت رأسي لأنظر عما تتكلمون... و السماء صافية ها هنا... و لكنني تجرأت بأن أفتح التلفاز على قنوات الأخبار ساعة ... فوجدت شعوبا لا تنتظر من فوق رؤوسها الا الصواريخ و القنابل... أعجبتني روحانية ابتهالاتكم و ترانيمكم... و لكن صريخ الأطفال يطاردني...ألا تزال تؤمن بوعظاتكم المحتكرة على ما تحت أقدامكم و ما فوق رؤوسكم؟ ألازلت تضيء شمعة و تقرع بسبحتك لتسكت هذه الأصوات؟

عشقتم الحديث عن جنة الدنيا ... لأنكم ضمنتم جنة السماء؟... و تجاهلتم نار الدنيا... لأنكم ضمنتم السلام من نار الجحيم؟

Wednesday, April 20, 2011

الشعب يريد.... أخيرا


كنا تونس... كنا مصر... نحن البحرين... نحن ليبيا... نحن اليمن.... نحن جيبوتي.... و سنصبح غدا... العرب.

من أكثر المشاعر التي غمرت قلبي في ميدان التحرير عندما وصلنا خبر تنحي حسني مبارك هي الفرحة. لم أكن أعي يوما ما معنى أن تبكي من الفرحة... و لكنني فعلا عرفت ذلك الشعور الذي جعل من عيناي تغرق في دموعها.... و لكن كم كانت الحرية بعيدة عن أيدينا لنجد أنفسنا غير قادرين على الاحتفال بأولى خطواتها .... فعلا ... لم أعلم كيف يحتفل العالم بالحرية؟؟ سمعنا عنها و لم نستطع يوما حتى التفكير بها... اطلاقا... دون مقدمات و لا حدود...

رقصنا و طبلنا... و تذكرنا شهداءنا الذين ماتوا منذ أيام من أجل هذا اليوم... و نظفنا الشوارع ... و انتصرنا على كل من قال انكم تبنون أحلاما ... و تعيشون في قصور منها... و كأنما القصر لم يكن على بعد ساعة ... هؤلاء الذين يملكون رؤوسا ... بأسقف تحد من أحلامهم... قبل واقعهم.

نعم ... شاركت في المظاهرات... و جعلت لنفسي رصيفا مفضلا في التحرير... و ضربني الشرطة... لأكسر أعينهم بقبلة مني لأرض مصر... لنعلمهم أن قنابلهم لم تكن باتجاهنا... رغم أنها كانت تحت أقدامنا... و رصاصاتهم ... لم تسقطنا... بل أسقطتهم من أعين العالم.... و كأنهم يأبهون للعالم؟ و شهداءنا الذين سقطوا... ارتفعوا ... و رفعوا معهم علم بلادهم... و أصبحنا أكثر ولاءا للانسان... الانسان القضية.

أعذرني يا نيل مصر... فانني أجد نفسي غير قادرة على فصلك عن دجلة و الفرات.... أعتذر يا مصر... لأنني غير قادرة على فصل سيناء عن النقب... و غير قادرة على تقسيم النوبة.... أعتذر يا سوريا ... فالجولان ليست بيننا... و لكن لنا... نحن الاثنان... أعتذر يا أردن... فنهر الأردن يقسمنا و لا يفصلنا عن بعضنا.

أريد... و لا أعلم كم سيوافقونني... و كم سيقولون عني أنني أعيش بذات القصر... و لكنني حقا أريد... أن أقف في مصر, سوريا, لبنان, البحرين , تونس, الجزائر, ليبيا, المغرب, الأردن, السودان, أو العراق و أقول "هذه بلدي"... و يقف أي عربي على مشارف القدس... و قلبها... و يقول... "و هذه بلدي" ... للحرية طعم جميل... فلنتحرر من تلك الحدود التي صنعت منا 22 شعبا!!!. يرانا العالم عرب... و نحن جعلنا لكلمة من ثلاث حروف... ألف اشتقاق...

رقية طبيلة

Monday, March 21, 2011

A Short Letter to the Bishop




Since ever, we thought that most of religious institutes were always standing between us (the normal people with no turbans or miters) and the absolute freedom we've been fighting for!! Ever since the words war, revolution, sacrifice, and martyrs existed.
Yes, we've been standing on crossroads for a very long time, trying our best to figure out how to frame the beautiful picture we created of freedom.

No!! I know we are in Egypt, and the focus, just like most of our political science courses, is on our revolution, and how to maintain what we fought for. However, this time, I'm speaking about Palestine. Yes, against all expectations this 1000 kilo-meters away "far" land has also been one of the dominos falling to form an amazing image. The Palestinians started a new Facebook group calling for marches around the world to stop the division between Hamas and Fatah and consequently Gaza Strip and The West Bank. I was surprised, and sort of heartbroken. My people have no freedom, they lost it 63 years ago, and when everyone around them is calling for liberty, they call for unity. What a depressing point we've reached.

This time, it comes from the church. The Greek Orthodox Church in Jerusalem; an amazing call; the people demand the end of the occupation. No, it's not someone who's seeking popularity, not someone who has a certain agenda, not someone who took part in the division; it's his all excellence Bishop Atallah Hanna; the second man in the church of Jerusalem. Finally, a religious figure is not publishing an ad. in the newspapers supporting the government when closing Rafah crossing in the faces of children. Finally, some religious public figure that is not issuing a fatwa saying that revolution is "haram" idolizing a bow in front of a unjust ruler rather than God. Finally, I know God wants the children of Palestine and the whole Arab world to live with dignity, to have a bright future, finally, they realized that they don't have to count their armies before fighting, but they rather measure the will of each and everyone on the front line. And before that, measure the amount of belief they have within their hearts.

Thank you, your excellence, see you in Jerusalem.

Your daughter,

Roqayah Tbeileh

Friday, February 18, 2011

تحيا الحرية ... تحيا مصر


من قال ان دماءنا أغلى من باق الدماء؟؟ من قال ان دموع أمي أمر من دموع باقي الأمهات؟؟

لربما من أصعب المصطلحات و الكلمات و المفاهيم هي .... الحرية ! ما هو ذلك الواقع الذي مات من أجله الملايين ... و كم هو ثمين ... لنضعه على كفة موازية لمستقبلنا... لأبائنا و أبنائنا.... ؟

لابد أن أعينهم اعتادت البكاء ... فما كان جديدهم؟ لقد تلقى النيل مئات القنابل نيابة عن أجسادنا... ألا تستحق هذه الأرض ... قطرة دم كرد جميل منا على الأقل؟ لقد اعتدنا الضرب... فما كان جديد رصاصهم؟؟؟

و بقي من أمن بالمسيرة.... فعلا ... مات البعض... و بقي البعض... ليلحقوا بهؤلاء الذين لم يستطيعوا الوقوف للتأمل... هؤلاء الذين يرون "شعبي مصر" يتضور جوعا... و قالوا لا.... لا للظلم ... لا للجوع.... لا للفقر.... لا للسكوت!!! و لقوا حتفهم عند ميدان سمي لأجلهم منذ سنين... زاروه مئات المرات ... مع أمهاتهم ... و ليت أمهاتهم عرفن أن بواقي حياتهم لتفنى ها هنا.... و تصنع كرامة... كنا قد نسيناها منذ زمن. لربما قالتها الأم ... ربنا معاكم ... و لكنها لم تراهم فعلا ... يرحلون!!!

سلام لهؤلاء الذين قتلوا على أيدي الأعادي... التي لم تسلم من أيديهم أرض مصر... سلام لهؤلاء الذين رحلوا ... من أجلنا... ليتركوا في أعناقنا ... اعادة المجد القديم.... هؤلاء هم المصريون... هؤلاء هم من كتبوا الكتب... من في المصانع... من حرثوا الحقول.... هؤلاء هم ... من وجدوا في السماء راحة .... لنصنع بأيدينا نحن ... أرضا فقدناها منذ زمن.

يكفي أننا لم نعد نحتاج لوضع الصليب و الهلال معا... فنحن اليوم لدينا علم مصر... نرفعه دون أن شك أن أحدا لن يجرأ الا أن يجعله عاليا كغيمة في السماء..

كم غالية هي هذه الأرض ... لابد أنها فعلا جزء من القلب... لنضحي بنبضه من أجلها...

لابد انها تستحق الحب و المحبة ... النفس.و الروح.... و نور البصر.... لأن أحدا لا ينحني بعد معركة اهدر فيها دمه زورا باسم مصر... ليقبل أرضها و يبقي نسرها محلقا و مرفوعا ... لو لم يعشقها....

لا تخافوا على الدستور... فقد كتبتم يا شهداء مصر... بدمائكم دستورا نحفظه بدمائنا... كتبتم الحرية... و أعطيتموها اسماً جديد.... مصر!!!

تحيا الحرية ... تحيا مصر....

Tuesday, January 18, 2011

حريق



نظرت الى المحتل و وجدته يقلع أشجار بلادي ... و رؤوس أحفادي... وجدته يجدد ذخيرة البندقية و عيناه على حياتي التي تزهق من بين أضلاعي... ليحررها هو بطلقة. هذا هو المحتل ... يتكلم غير لغتي ... لا يشبهني ... لا يزرع في أرضي ما زرعه جدي.

أما أنا اليوم... فلدي جواز سفر... وددت لو يتخلى عني ... لو عنه تخليت. لدي "بيت"... بلا سقف ... بنصف حيط... لدي أبناء... ذهبوا حيث لا أعلم ... ربما حيث الشمس فعلا تشرق... أو ربما الى حيث لا شيء ... لدي كل ما لدي.... وطن حر... مستقل... و علم أرفعه دون أن يشارعني أحد في شرعيته... لدي لغة لم يسرقها أحد مني... و أغان فلكلورية لا تزال في قاموسنا... أنا حر... العالم لا يراني الا حرا... لكن...

سلبوني حقي في الحياة... في أن أرى أبنائي يكبرون... لأبيعهم في أول مزاد... أهون علي أن أغرق على حدود وطني و أرى كفني يمسح دموع أمي... من أن أبقى فيه ... و أنا أعلم أنه يتسع لي... و لا يسعني!!! أمسكوني ... و دعَوْني خائن.... لماذا لم يسألوني ... أين كانت شمس بلادي عندما كانت يدا طفلي ترتعش بردا؟ تاريخي يشرفني... و لكنهم سلبوني حق أن أقرأه... أن أرفع رأسي و أنده باسمه.

وجدتني أنظر بالمراّة.... فقط لأيقن أنني أعيش على أنني نصف انسان. لأرى أن وجهي يحمل علامات سنين .. لم اتجاوز نصفها...

لم أجد مما يطفئ ناري سوى نارا توقد بشعبي شرارة لو سالت دمائي...

أبكي اليوم ... لا لأنني ولدت فقيرا... و لا لأنني أعيش فقيرا... بل لأنهم سلبوني الحق بالأحلام ... و انتظروا مني أن أنام ... أعطوني لحافا أتغطى به.... و لكن أين البيت.... أعطوني دستورا ... أعرف به.... و لكنني لا أفهم من هذه الحروف شيئا....

سلبوني حق ... أن أرى في الشمس حرية.... أن أرى في القمر جمال...سلبوني كل ما يجعل من الانسان انسان. و توقعوا مني أن أكون مواطن... في وطن جعل من جسدي رماد... و لم يعلن حتى الحداد.

Wednesday, January 5, 2011

أنا غاضب..... يا عالم ... أنا غاضب


أنا غاضب.. !! ماذا فعلتم بإنسانيتكم؟ أين ذهبتم بابناءنا ؟ ارتكبوا ما شئتم من جرائم بالإنسان.. لكن اخرجوا قدسية الله من خطابتكم كما أخرجتموه من قلوبكم!!

أنا غاضب... لأن أنفسكم ليست ملكا لكم... و أفكاركم لا تمثل حريتكم ... لو كان ثمنها دماء أبنائي...

أنا غاضب.. لأن وطني بين يديكم .. حريتي بين يديكم... مستقبلي بين يديك.... و عيناكم لا تراني ... و كان حري بها أن ترعاني...

أنا غاضب... لأنني لم أجد في بلادي الواسعة سوى هيكل الكنيسة لأختبئ ... أو أخبئ أبنائي من صوت لم يعهدوه بين التراتيل... و كلمات المزامير...

أنا غاضب... لأنني ... حتى و أنا في عهدة الله .... و في قلب بيته ... أصرخ خوفا... و لا أحد يسمع... الله محبة ... فكيف أدخلت في معادلاته ... حربا.... بدأتها لوحدك... لتنهينا جميعا ؟

أنا غاضب... أنا غاضب بقدر ايماني ... بعذرية العذراء... و شفقة الأم ... على صبيها.... تقبل جراح كفيه... و ندوب جبهته... و ترى شعبه ... يصرخ صرخاته...

أنا غاضب... لأنهم ... اذ يجلدوننا... جلدونا ... تسع و ثلاثون جلدة... كأنهم يعيرونا به... و بما احتمل جسده ... لا يعلمون ... أننا نعزى بالامه ... منذ أول طريق الام عرفه التاريخ... سلكنا نحن ايضا طريق الام حتى يضع العالم "النهاية" للتأريخ ...

أنا غاضب... لأنني رأيت العذراء تبكيني... و لم يمسح أحد دموعها... و لطخت دماء أخواني ... ايقونتها ... متى أدخلتم الدماء دارنا؟؟

أنا غاضب... لأنني ذليل في وطني... لم يهن على شعبي كرة قدم... و لكن هان عليهم شعبي!!

أنا غاضب... لأنك استعملت اسم الله ... ليتك عرفت الله ... ليتك سمعت يوما ... عن محبة الله ... ليتك استمعت يوما لصوت الله... ليس بعيد... في قلبك... لكنك هجرته منذ زمن...

أنا غاضب ... لأننا اليوم ضحايا ... و غدا ... ضحايا... و العالم كله يرى... و العالم كله يسمع... لكنني خائن لتاريخي... لأرضي ... وعرضي... ان شكوت القريب للغريب.... ان شكوت لله بصوت عال ... منخفض أكثر من صوت رصاصاتك... و دوي قنابلك.... أنا مظلوم ....

أنا غاضب ... لأننا بنينا هذا الوطن معا... و زرعنا ترابه معا... و سقينا نيله دماءنا ... كلينا.... و لكن أحدهم كان له الكلمة الأخيرة ... تعلو فوق راية العلم ... للأسف... تفوق الشرف... في دماء ... شهدائنا معاّ!!!

Wednesday, December 29, 2010

وسوسة شيطان ... شهد مجزرة غزة


اتساءل!!! ألم يثبت لنا التاريخ أن الانسان هو الأقوى...من كل شيء ؟ لماذا اليوم ؟ من بين كل الأيام.. قرر الانسان أن يتخلى عن معركته الأولى و الأخيرة ... المعركة التي خسر من أجلها الكثير.. و نال الكثير... لماذا يتوقف الطابور دوما عندما يصل لأطفال أوقفوا اللعب لوهلة... فقط لينتظروا ... مع باقي الكبار.. او ما تبقى من الكبار ... أجيبوني أيها " الكبار"... لماذا أصبح البيت خاليا؟؟ أين ذهبت تلك الفتاة ؟؟ لماذا بات أطفالنا يكرهون اللعب و يهوون الانتظار؟ أأصبحت جريمة بعين الانسان أن يحارب الانسان ... من أجل بقاء الانسان؟ أأصبحت جريمة بيعني الاله ... أن بقول الانسان في وجه الانسان... لا هذه المرة لن أنحني؟ أأصبحت جريمة بعين العدالة ... ألا يركع جسد قد نزف طويلا ... أمام الظلم؟

لم أعلم أن الصدق و الصداقة.. و كل ما هو انساني.. مات أمام دبابة... و أن الأخوة التي جمعت بيننا يوما .. كانت قد أصبحت ... كأسمائنا... تتغير مع الهوية. اليوم استيقظت... لأنسى أو أتناسى... أو ربما لأتظاهر النسيان ... أنا لست أنا... لمن هذا الفنجان؟ هذه ليست قهوتي... و هذه ليست داري... هذه الحياة.. ليست حياتي... من امسك الألوان و أطال اللعب؟ ... الأولاد مجددا؟؟

من أعاد صورهم الى الدولاب؟... أردت يوما أن أبكي... فوجدت وجها واحدا في المراّه ... ما أقسى أن يبكي المرء لخيال... اتظن أنني أتذكر بالنظر... لو أن النظر مقياس لسال مع الدمع ... و لكن قل لي... أليست الأرض ملكا لنا ... و الدار ملكا لنا..و المال و الشوارع و الأروقة... ألم تسرق كلها منا ؟؟ فلم يأت بسرعة القدر... شخص يعتقد أنه القدر... ليأخذ الشيء الوحيد الذي لم يستطع أحد بيعه ... و لا شراءه؟ لقد حملت الفتى بين ذراعي... في كل ساعات حياته... متى بدأوا مزاد؟؟ .. و أين كنت ؟؟ بكم باعوه؟؟ و من اشتراه؟؟

الأطفال لا يرون الدمار دمارا.. بل يرون فيه فسحة أخرى للعب... و حجار كثيرة ... كافية لبناء مرمى وهمي... هم لا يرون رماد الحريق... بل توهجه... ماذا فعلت؟ كيف أوصلت اليأس الى داخل لعبتهم ... كيف غسلتهم بدموع أبائهم... كيف مررت عليهم شهرا... لتجعل من حياتهم جحيما...

أينهم الأطفال... أقتلت الأمل بهذه السرعة؟.... لا!!!! ببرود الأعصاب؟... لا!!!!!!!!!!!! بل على مرأى العالم كله!!!!! ليتك فقط عرفت قوانين اللعب...