Wednesday, December 24, 2008

مبيد حشرات



و أخيراً ... ها هو يوم قرر العالم اعطاءنا اياه. يوم ندعوه لنا و ملكنا. لا ليس يوما نحتفل فيه بعيد استقلال بلادنا...و لا يوما نحتفل فيه بوقف حصار قطاع , أو منع تدمير مقدَسات في مدينة هي الأقدس.يوم تَقرَر فيه أننا لن نخلع كوفيتنا .. و سنحتفل بكوننا فلسطينيين.
بتُ أضحك كلما قرأت احدى هذه الاعلانات أو الرسائل التي تروج لهذا اليوم .. أضحك لست لأنني فرحة, بل لأننا... و بعد حروب أودت بنصف شبابنا و قطرات دمٍ أضعام ما ملك العالم من بترول , و بعد انتفاضات و ثورات .. و افتتاح منظمة في الأمم المتحدة تُعنى فقط بالقضية الأشهر في العالم, و بعد ابادات و احتجاجات على الابادات (التي لم تعد فقط تطال الانسان الفلسطيني, بل وصلت الى ما هو أهم ...... الدجاج) , و بعد مئات الصفحات في كتب التاريخ , و بعد مؤتمرات و قرارات .... كل ما نجده كنتاج هو يوم نحتفل فيه بالكوفية.
أعلم أن الكوفية رمز , رمز للقضية... التي صارعت و مازالت تصارع حتى يكون عمرها الأبدية. و لكن.. مازلت أسأل نفسي ... ماذا لو ماتت القضية و بقيت الكوفية, هل سنتخذ الكوفية وطناً؟؟؟ هل سنعيش من خلال هذه الكوفية؟؟ هل هذا هو ما نحصل عليه كل 80 سنة ؟؟ هل سنحصل على وطن عندما يرتعش العالم رعباً برؤيتنا مرتدين الكوفية على أعناقنا؟؟
سألبس الكوفية و أجاري وطنيتي, و إن احتاج الأمر سأضع قبعة تشي غيفارا و أعلن التمرد على الواقع و بكل اللغات, و سأحل رباط حذائي ليعلم العالم أنني لا أبالي .. و سأمزق بنطالي ..و لكن سأبقى على يقين بأنني سأخلد الى فراشي مع حلول منتصف الليل لأستيقظ في اليوم التالي و أنسى .... أنسى حتى يبعث لي أحدهم و يذكرني باليوم العلمي لحقوق الحشرات .. عندها سألبس زي نحلة ز أطالب بمنع استخدام مبيد الحشرات.
في النهاية .....من يذكر متى استشهد الشيخ ياسين , محمد الدرة, أو محمد البرعي؟؟؟؟

No comments:

Post a Comment